الجمعة، 19 فبراير 2016

التحليل الموضوعي في بيئة إدارة المعرفة

مقدمة :
      لقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات ثورة هائلة في زيادة حجم المعلومات التي توجد على شبكة الانترنت مما صعب في السيطرة على هذا الكم من المعلومات والمعارف ، وعدم قدرة مؤسسات المعلومات على القيام بعملية الوصف الموضوعي التي تعتمد على القوائم المقيدة أو اللغات المقيدة ، المتبعة في عملية التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات .
    كما أنه هذه الطريقة لم تعد كافية لملاحقة كل ما ينشر على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ، مما شجع على التفكير في إيجاد نظاماً يسمح لمشاركة الجميع في عملية وصف المعلومات المتاحة بما سهل من عملية تنظيمها وتسهيل الوصول إليها .
     وسوف نستعرض في هذا المقال أحد أهم الموضوعات التي تؤرق القائمين على عملية تنظيم المعرفة وتسهيل الوصول إليها واسترجاعها بأبسط الصور ، حيث سنتناول التحليل الموضوعي والتوجهات الحديثة التي طرأت عليه وأهم أدواته وتقنياته في البيئة الرقمية .1-  التحليل الموضوعي
    
يعد التنظيم أحد الركائز التي بني عليها علم المعلومات، وقد أكد على ذلك رانجاناثان في قوانينه الخمسة وهي :
1- الكتب للاستخدام Books are for use.
2- لكل قارئ كتابه Every reader his or her book. 
3- لكل كتاب قارئه Every book its reader.
4- حافظ على وقت القارئ Save the time of the reader.
5- المكتبة كائن حي متطور The Library is a growing organism. 
    والمقصود بالمحافظة على وقت القارئ هو تنظيم المكتبات أو مرفق المعلومات وفق إحدى خطط التصنيف المتبعة في تنظيم المكتبات ، وكذلك عملية الفهرسة ومنها عملية التحليل الموضوعي والتي تساعد على العثور المعلومات بشكل سريع وتوفير ما يبحث عنه المستفيد وتوفير متطلبات سرعة الاسترجاع لما يبحث عنه وإتاحة البدائل التي يمكن أن تلبي حاجة المستفيد.
      وقد كان الوصول الموضوعي من الناحية التاريخية – واحداً من أكثر التحديات التي واجهت عملية تنظيم المعلومات ،  حيث تعد  عملية تحديد ما يتناوله عمل علمي والتعرف عليه من أصعب العمليات المرتبطة بتنظيم المعلومات وأكثرها استنفاذاً للوقت ، ومع المواد غير النصية والتخيلية والمعقدة باتت الحاجة إلى هذه العملية أكثر أهمية من غيرها ، بالرغم من الصعوبات التي تكتنف عملية التحليل الموضوعي وما يرتبط بها من تكلفة ، فلا يزال اختصاصيو المعلومات على بالقيمة المترتبة في التعرف على المحتوى الموضوعي للمادة العلمية ، ثم اختيار أكثر المصطلحات والرموز المناسبة التي تعبر بدقة عن هذا المحتوى وذلك اعتمادا على اللغات الموضوعية Subject Language  وذلك بهدف تمثيل فحوى هذا العمل في تسجيلته البديلة .

1.    1- ما المقصود بالتحليل الموضوعي ؟
    يقصد بالتحليل الموضوعي بأنه "تلك العمليات الهادفة للتعريف بالمحتوى الموضوعي لمصادر المعلومات وإنشاء أدوات البحث والوصول للمصادر عن طريق المدخل الموضوعي" . (شاهين ، 2004،ص17) . ويشمل مصطلح التحليل الموضوعي عمليات التصنيف والفهرسة الموضوعية ، والتكشيف والاستخلاص.
      كما عرفه (عبدالهادي ، 2009،ص682)بأنه "ذلك الجزء من عملية تنظيم المعلومات الذي يتعلق بالمحتوى الفكري أو الموضوعي لمصادر المعلومات ، وقد قسمه عبدالهادي إلى قسمين رئيسيين :
1-   التحليل الموضوعي اللفظي : ويتم فيه استخدام الألفاظ أو الكلمات التي تعبر عن موضوع مصدر المعلومات .
2-   التحليل الموضوعي الرمزي حيث يتم استخدام رمز ( أرقام أو حروف ) للدلالة على الموضوع.
وقد ذكر (شاهين ، 2004، ص27)  بأن التحليل الموضوعي يشمل كافة طرق الوصول إلى المعلومات من خلال الموضوع سواء كانت أنظمة تصنيف  أو تكشيف أو رؤوس موضوعات.

كما عرفه (Taylor&Jourdrey، 2012) بأنه جزء من عملية إنشاء ما وراء البيانات ، ويعني بالتعرف على المجال الموضوعي لمصدر المعلومات التي يتم وصفه ، وتشمل هذه العملية ما يلي :
أ‌-      إجراء تحليل مفاهيمي لتحديد ما الذي يتحدث عنه مصدر المعلومات.
ب‌- وصف ما يتحدث عنه مصدر المعلومات ( المحتوى) في عبارة مكتوبة.
جـ- استخدام عبارة المحتوى في تخصيص المصطلحات المقيدة أو – رموز التصنيف المناسبة.
1 . 2 -خطوات التحليل الموضوعي :
     ذكر (شاهين ، 2004،ص31) في دراسته عن الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي أنها تمر بعدد من الخطوات أو المراحل من أجل صياغة استراتيجيات البحث للرد على استفسارات المستفيدين :
-       الخطوة الأولى : تحليل المفاهيم أو تحليل محتوى مصدر المعلومات : وتهتم هذه الخطوة بفحص وتصفح مصدر المعلومات بهدف تحديد المفاهيم والأفكار التي يتناولها مصدر المعلومات.
-       الخطوة الثانية :ترجمة أو التعبير عن ناتج التحليل : وتهتم هذه الخطوة بالتعبير عن ناتج تحليل المفاهيم باستخدام مجموعة من نقاط الوصول الموضوعية أو مؤشرات المحتوى (مصطلحات – رموز – عبارات أو جمل) يتم الحصول عليها (اقتطافاً أو اشتقاقاً) إما من لغة مصدر المعلومات نفسه أو من لغة استفسارات وأسئلة المستفيدين ، كما يمكن أن يتم اختيارها أو تعيينها من لغة أخرى خارج نطاق مصدر المعلومات.
الخطوة الثالثة : الربط بين نقاط الوصول الموضوعية وبين مصدر المعلومات :ويتم في هذه الخطوة إضافة أو تحديد الروابط أو مؤشرات المكان أو موقع المعلومات . وهي إما تحدد للمستفيد موقع نقاط 
 -        الوصول الموضوعية داخل مصادر المعلومات تحديداً دقيقاً أو أنها تكتفي بتقديم إشارات ببليوجرافية لمصادر المعلومات التي تناولت أو عالجت نقاط الوصول الموضوعية في متنها .
وقد ذكر عبدالهادي أن عملية التحليل الموضوعي تتضمن عدة نشاطات منها :
-        إجراء تحليل مفاهيمي لتقرير عما يدور حوله المصدر .
-        وصف المصدر أو الوثيقة في بيان مكتوب.
-        استخدام بيان الحولية لتعيين المصطلحات أو لتحديدها أو تحديد رموز التصنيف.
وقد جزأ التحليل الموضوعي من أجل :
-        إمداد المستفيد بوصول موضوعي للمعلومات .
-        جمع مصادر المعلومات ذات الطبيعة المتشابهة .
-        الإمداد بموضع أو بمكان منطقي لمصادر المعلومات المادية  المتشابهة على الأرفف.  

1  .2 - لغات التحليل الموضوعي :
      ويقصد باللغات هنا ما ينتج عن عملية التحليل الموضوعي وهي تحليل المفاهيم أو تحليل محتوى مصدر المعلومات ، وهي تهتم كما عبر عنها (شاهين ، 2004،ص 35) بفحص وتصفح مصدر المعلومات بهدف تحديد المفاهيم والأفكار التي يتناولها مصدر المعلومات أو استفسارات وأسئلة المستفيدين . والتعبير عن هذا الناتج بمصطلحات (كلمات أو رموز أو ألفاظ) يتم الحصول عليها إما من نفس مصدر المعلومات بلغته الأصلية ، أو يتم اختيارها وتعيينها من لغة أخرى خارج نطاق مصدر المعلومات .
   وقد أورد (شاهين ، 2004، ص 36-37) مقارنة بين اللغة المقيدة واللغة الطبيعية نوضحها في الجدول التالي :
أوجه المقارنة
اللغة المقيدة (المحكمة /المضبوطة)
اللغة الطبيعية (الحرة /غير المقيدة)
التعريف
هي اللغة التي تتخذ أشكال مفرداتها وتحسم مشكلاتها الدلالية وتستقر صيغها النحوية من البداية ، وينبغي التقيد بها في التعبير عن ناتج التحقق من المحتوى الموضوعي لمصادر المعلومات
استخدام المصطلحات كما تظهر في مصادر المعلومات دون تعديل.
الخصائص
تهتم بتحليل المفاهيم الواردة في النص وإبرازها ومن هذه الخصائص :
-        مدى التخصيص في اللغة
-        مستوى الربط المسبق
-        درجة إظهار العلاقات الدلالية بين مفردات اللغة.

تهتم بتحليل المصطلحات أو الكلمات الواردة في النص وإبرازها.
المزايا
-        تحسين عملية المضاهاة بين المكشف والمستفيد
-        ضمان الإطراد في المفردات المستخدمة.
-        استخدام الإحالات للربط بين الموضوعات
-        زيادة سرعة عملية البحث

-        تكون أكثر حداثة لأنها مواكبة للغة المؤلفين .
-        الاتفاق النسبي بين مفردات لغة المؤلفين و بين مفردات لغة المستفيدين.
-        انخفاض الجهد المبذول وقلة التكلفة .
-        تمنح المستفيد فرصة الحصول على من الخيارات للاسترجاع.
العيوب
-        عالية التركيب ، وعقيمة التكشيف والاسترجاع.
-        ارتفاع تكلفة إعدادها
-        تقضي على الفروق الطفيفة بين الكلمات
-        الترادف :ويشمل عدم الإطراد في التعبير عن الموضوع نفسه
-        الاشتراك اللفظي ، ويعني الكلمات المؤتلفة شكلاً والمختلفة معنى.
-        اختلاف الأشكال النحوية والإملائية
مصادر مفردات اللغة
المكانز – خطط التصنيف – قوائم رؤوس الموضوعات – الملفات الاستنادية الموضوعية
اللغة الطبيعية – لغة النصوص الحرة أو المطلقة وكذلك حقول وصف المحتويات في التسجيلات الببليوجرافية مثل العنوان ،المستخلصات ،حواشي المحتويات ، الكشافات.

وقد أكد (عبدالهادي ،2009،ص 686) اللغة الطبيعية لديها القدرة على إنشاء نظم استرجاع المعلومات تقوم بإنجاز الآني : 
-        تفسير احتياجات المستفيد كما عبر عنها في النص الحر.
-        تمثيل المدى الكامل للمعنى الذي تنقله الوثائق .
-        إدراك متى يكون هناك مضاهاة بين حاجة المعلومات إلى المستفيد وكل (وليس أكثر من)الوثائق التي يمكن أن تلبيها.
  وقد ذكر (عبدالهادي ،2013 )  أن عملية التحليل الموضوعي قد مرت بثلاث مراحل أو كما سماها موجات تنظيم المعلومات ، وهي :
المرحلة الأولى : اختصاصي المكتبات والمعلومات يختار ويصيغ رؤوس الموضوعات والواصفات :
وترجع هذه المرحلة إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر وتعني أن يقوم المفهرس وفقاً للقواعد المتبعة باختيار رأس الموضوعي بين عدة بدائل أو مسميات وقد يختار اسم الموضوع من عنوان العمل وفقا لما صاغه المؤلف أو كما يعتقد أنه متداولا ومشاع ومستخدما بين القراء.
المرحلة الثانية : المؤلف يعرض كلماته :
بدأت في أوائل النصف الثاني من القرن العشرين و تعتمد هذه المرحلة على استخدام كلمات مصدر المعلومات أو بمعنى آخر كلمات المؤلف كمداخل للفهارس أو الكشافات أو قواعد البيانات ، وتعتمد هذه المرحلة على استخدام اللغة الطبيعية أو التكشيف الاشتقاقي حيث يرشد الباحث أو المستفيد إلى الكلمات التي استخدمها المؤلف ولكن ليس بالضرورة موضوعات العمل.
المرحلة الثالثة :القارئ يشارك بالكلمات أو الفئات :
وتعرف هذه المرحلة بالتوسيم الاجتماعي أو التكشيف الاجتماعي وجاءت بداياته في أوائل القرن الواحد والعشرين ، وهو مدخل اجتماعي لامركزي لخلق الميتاداتا للمصادر الالكترونية ، حيث جمهور موزع من القراء أو المستفيدين يطبق الواسمات أو التيجان باللغة الطبيعية لأنواع متعددة من المصادر المعتمدة على الويب لأغراض التنظيم أو الاسترجاع التشاركي للمعلومات ، ويعمل هذا النظام في بيئة الويب 2.0 Web.2
العناصر
المصطلحات المقيدة
كلمات المصادر
التوسيم - الفلوكسونومي
النشأة
الربع الأخير من القرن19
النصف الثاني من القرن20
بدايات القرن21
القائم بالعمل
الاختصاصي المهني
المؤلف
القارئ
طبيعة العمل
ضبط كامل للمصطلحات
لا ضبط للمصطلحات غالباً
لا ضبط للمصطلحات
أدوات العمل
مكانز ، قوائم رؤوس موضوعات ، انطولوجيا
قوائم وقف أو اعتبار ، برمجيات ، أدوات ربط
لا أدوات
المواد
مواد تقليدية
المواد غير الكتب (نصوص فقط)
مواد الويب
الناتج
فهارس ، قواعد بيانات ببليوجرافية
كشافات ، قواعد بيانات النصوص الكاملة
تلحق بالمواد أو في سحب تيجان
دورة العمل
الإدخال / الإخراج
الإدخال / الإخراج
الإخراج
مسمى المصطلح
رؤوس الموضوعات / الواصفات
الكلمات الدالة أو المفتاحية
الواسمات أو التيجان
جدول مقارنة أنظمة التحليل الموضوعي (عبدالهادي،2013)
1-  الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي
     نتيجة للتطور الذي حصل في نظم الاسترجاع الآلي على شبكة الانترنت ظهرت عدة طرق تساعد في عملية تنظيم المعلومات على الويب حيث بات من المؤكد أن محركات البحث التقليدية لم تعد قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات ، ومن أجل ذلك ظهر ما يسمى الفلوكسونمي و التوسيم الذين يشركان في اعتمادهما على المستخدمين في وصف المعلومات الموجودة على شبكة الانترنت ، و يقتصر حديثا في هذه الورقة عن أهم التوجهات الحديثة في مجال التحليل الموضوعي والتي تعتمد بشكل مباشر على الاستفادة من الثورة التقنية التي أحدثته في عملية تنظيم وتسهيل الوصول إلى المعرفة في بيئة الويب .
1.     1-  التحليل الموضوعي في البيئة الرقمية :
سوف نتحدث عن أهم مصطلحين كان لظهورهما التأثير الكبير في تغير اتجاهات التحليل الموضوعي في البيئة الرقمية التي ساهمت كثيرا في علميات التنظيم و الاسترجاع وهما :الميتاداتا ، والويب الدلالي .


2 – 1-1  الميتاداتا Metadata:
      ظهر مصطلح الميتاداتا نتيجة للتطور الذي حصل في تقنيات المعلومات ، وما صاحب ذلك من مشكلات ضبط تلك المصادر وتنظيمها لتيسير استكشافها واسترجاعها ، كذلك تضخم مخرجات النشر الفردي والمؤسسي على الشبكة العنكبوتية (صالح ، 2006،ص190) وتعد الميتاداتا Metadata وسيلة رئيسية في أن يكون البحث عن مصادر المعلومات الإلكترونية أكثر كفاءة في تحديد المصدر أو المصادر ذات العلاقة بما تم البحث عنه من خلال ما تقدمه لأدوات البحث على الإنترنت من بيانات مهيكلة عن هذه المصادر بالإضافة إلى دورها في بناء التسجيلات الببليوجرافية لوصف المصادر الالكترونية على شبكة الإنترنت.
    ويضيف (أحمد ، 2010) بأنه "من المؤكد أن مصطلح ومفهوم الميتاداتا سبق بزوغ الإنترنت ، ونلخص من ذلك أن أول من أطلق ذلك المصطلح كان في عام 1960 حين قام بوصف مجموعات البيانات التفاعلية (datasets effectively)
وهنالك عاملان أثرا في تطور نظم الميتاداتا وهما :
1- الحاجة إلى الاكتشاف النسقي أو المنهجي والاسترجاع للمصادر الشبكية.
2- المقدرة على تضمين الميتاداتا في الوسط الرقمي.
   ويري ميشل جورمان في (أحمد 2010) أن الميتاداتا كانت بمثابة (طريقة ثالثة) لتنظيم المصادر الإلكترونية وإتاحة الوصول لها. فالطريقة الأولى هي استخدام الأدلة ومحركات البحث ، ويعاب على الأدلة محدودية التغطية لمعظمها فهي تقدم للباحث عدداً كبيراً من المصادر المتاحة فعلاً على الشبكة العنكبوتية ، أما محركات البحث فهي رغم رخصها إلا أنها غير فعالة بما فيه الكفاية إذ أنها تزود المستفيد بمجموعة كبيرة من المصادر غير المطلوبة والتي لا تمثل بدقة الرد على استفساراته.
     والطريقة الثانية هي استخدام قواعد الفهرسة الوصفية (مارك MARC ) لفهرسة المصادر الإلكترونية ويمثل هذا الاستخدام من وجهة نظر البعض نظام معقد ومكلف ومضيعاً للوقت وإن كان فعالاً.
     ومن هنا نشأت الحاجة إلى طريقة ثالثة هي الميتاداتا (Metadata) وهي تتميز بأنها أبسط من تعقيدات نظم الفهرسة وأكثر فعالية من أداء محركات البحث ، كما أنه يمكن فهمه بسهولة من جانب الناشرين والمؤلفين وغيرهم من الفئات المعنية بنشر المصادر الإلكترونية."
تطبيقات الميتاداتا في بيئة المكتبات
     تحرص المكتبات ومراكز المعلومات دائماً على تنظيم مقتنيات وإتاحة سرعة الوصول إليها ، وتسعى دائما إلى استخدام الطرق التي تساعد في ذلك ، وفيما يلي أهم الأنشطة التي تدعمها واصفات البيانات ، كما ذكرها (شاهين ، 2002، ص103):
1-               تحسين عملية الكشف عن المصادر على الشبكة العنكبوتية بواسطة محركات البحث.
2-               تحسين وإدارة الموقع الخاص بالمكتبة على الشبكة ، وتحسين إدارة أكفأ للشبكة العنكبوتية.
3-               تيسير عملية تكامل أو دمج المصادر المتاحة على الشبكة مع قواعد البيانات المحلية للتيسير على المستفيدين الوصول إلى كافة مصادر المؤسسة بسهولة ويسر.
4-               إنشاء بوابات موضوعية Internet Subject Gateways للمصادر المتاحة على الشبكة .

طرق ربط الميتاداتا بالكيانات الرقمية :
أورد (المرغلاني ، وفلمبان ، 2008 ،ص 28) بأن هناك ثلاثة طرق لربط الميتاداتا بمصادر المعلومات أو الكيانات الرقمية هي :
1-               "التضمين : Metadata Ededdebm : حيث يتم إنشاء الميتاداتا في وقت إنشاء المصدر نفسه ومتضمنة مع لغة التكوين للوثيقة.
2-               المصاحبة : Metadata Associated  وفيها يتم إنشاء ملف يحتوي على الميتاداتا ويصاحب أو يزاوج ملف المصدر محل الوصف.
3-               المستقلة :  Third-Party metadata :ويتم فها الاحتفاظ بالميتاداتا بمستودعات مستقلة عن المصادر من قبل مؤسسات قد تملك أو لا تملك حكم التحكم في المحتوى ، غالباً ما تكون الميتاداتا مخزنة في قواعد بيانات.
أهمية الميتاداتا في الوصول لمواقع المكتبات :
                 أشار (المرغلاني ، وفلمبان ، 2008 ،ص 29) نقلاً عن عبدالهادي إلى أن الميتاداتا تؤدي عدة أدوار     
                عند وضعها في بنية صفحات الموقع على شبكة الإنترنت ، هي على النحو التالي :
1-               التعريف بالموقع وإمكاناته وحدوده وخصائصه . لكل من يجيد لغات النص الفائق على مختلف أنواعها.
2-               مساعدة محركات البحث على تكشيف الموقع . بشكل أكثر حرفية من الاعتماد على النص الكامل للموقع.
3-               المساعدة في فهرسة الموقع بالنسبة للعاملين في المكتبات . خاصة استخدام النظم الآلية وفهارس الويب.

معايير الميتاداتا :
   للميتاداتا الكثير من المعايير التي يتميز بعضها ببساطته وعمومية التطبيق على مختلف مصادر المعلومات الالكترونية ، والبعض الآخر بتعقيده واقتصار تطبيقه على أشكال ونوعيات معينة من المصادر ، وفيما يلي نقدم عرضاً سريعاً لأهم معايير للميتاداتا المستخدمة بشكل واسع على مصادر المعلومات المختلفة: 
معيار دبلن كور DUBLIN CORE
      يعد معيار دبلن كور أحد أشهر معايير الميتاداتا المستخدمة وصف  مصادر المعلومات الإلكترونية على شبكة الويب وتيسير عملية البحث والوصول إلى إليها . وقد وصفه (شاهين ، 2002 ،ص 98) بأنه لغة صغيرة يمكن من خلالها صنع أنواع من الجمل الوصفية عن المصادر وهي تشبه اللغات الطبيعية في وجود مفردات أو كلمات من صنفين هما : العناصر elements  والتي تشبه الأسماء في اللغة ، والمحددات qualifiers وتشبه الصفات في اللغة. كما أنها تعتمد على بناء محدود الجملة لترتيب عنصرها ومحدداتها وفق نمط يتسم بالبساطة.
      ويتكون معيار دبلن كور من خمسة عشر عنصراً تتوزع على ثلاث فئات هي على النحو التالي : (المرغلاني وفلمبان ، 2008 ، ص 26 – 28):
أولاً : عناصر تتعلق بالمحتوى Content وتضم سبعة عناصر :
1-               العنوان title : اسم العمل أو اسم الوعاء الذي يحدده المنشئ .
2-               الموضوع Subject : ويعبر عنه بالكلمات المفتاحية ويمكن استخدام المصطلحات المقيدة ونظم التصنيف .
3-               الوصف Description : وصف نصي يوضح مضمون العمل مثل المستخلص للمصادر النصية ووصف المحتوى للمصادر المرئية.
4-               المصدر Source : معلومات عن المصدر الأصلي الذي اشتق منه هذا المصدر أو الرابط إلى المصدر الأصلي ويمكن أن يستخدم هذا العنصر للمعلومات التاريخية عن المصدر.
5-               اللغة Language : لغة النص في المصدر.
6-               العلاقة Relation :يتم وضع محدد آخر لتحديد علاقة المصدر الموصوف بغيره من المصادر.
7-               التغطية :Coverage : لأي محددات أخرى ذات علاقة مكانية أو زمانية بالنص كالموقع الجغرافي الذي يتناوله العمل والفترة التي يغطيها العمل .
ثانياً : عناصر تتعلق بالملكية الفكرية Intellectual Property وتضم أربع عناصر هي :
1-               المنشئ Author or Creator : اسم الشخص أو اسم الهيئة المسئولة عن إنشاء المحتوى الفكري للمصدر.
2-               الناشر Publisher : اسم الجهة المسئولة عن المصدر في هيئته المتاحة مثل دار نشر ، أو أي مؤسسة علمية أو تجارية.
3-               المشاركون Contributors : اسم الشخص أو الجهة التي شاركت فكرياً في العمل إن وجدت مثل اسم المحرر أو اسم الرسام.
4-               الحقوق Rights : عبارة عن جملة أو رابط أو محدد يعطي معلومات عن حقوق الإتاحة.
ثالثاً : عناصر تتعلق بالإصدار Instantiation : وتضم أربع عناصر :
1-               التاريخ Date وتشمل تاريخ الإنشاء أو الإتاحة للمصدر.
2-               نوع المصدر Resource Type تستخدم لتمييز المصدر من حيث النوع على الشبكة ، كأن يكون المصدر صفحة رئيسية Home-Page أو نص شعري أو تقرير .
3-               الشكل Format ويستخدم لتحديد البرمجيات أو المعدات اللازمة لاستخدام المصدر.
4-               المحدد Identifier يستخدم لتمييز المصدر دون غيره من المصادر مثل : ISBN.



خصائص ومميزات معيار دبلن كور
يتميز معيار دبلن كور بعدة خصائص جعلته أكثر معايير الميتاداتا انتشارا واستخداماً ، وقد حددها (شاهين ، 2002 ،ص99) فيما يلي :
1-               بساطة وسهولة إنشاء وتحديد واصفات البيانات بدرجة تسمح لمعظم المؤلفون بإنتاج واصفات بيانات لمصادرهم الإلكترونية.
2-               مرونة التصميم للعناصر الأساسية المكونة للمعيار اختيارية وغير اختيارية ، ويمكن تكرارها إذا تطلب الأمر ذلك.
3-               عمومية التصميم وعدم التقيد بشكل أو نوع محدد من مصادر المعلومات الإلكترونية .
4-               يعتمد اعتماداً كبيراً على اللغة الطبيعية.
5-               قابل للتوسع ومرونة إجراء ذلك.
6-               يساعد على إنشاء تسجيلات وصفية بسيطة لمصادر المعلومات بأقل تكلفة.
7-               الاعتماد على مصطلحات شائعة وسهلة الفهم .
8-               القبول الدولي وإصدار نسخ بلغات عالمية متعددة غير الإنجليزية.


نموذج لعناصر دبلن كور

لغة XML 
     ومن خلال العرض السابق لمعايير الميتاداتا لاحظنا بأنها تعتمد على لغة ترميز الوثائق الإلكترونية XML وهي اختصاراً لـــ Extensible Markup Language  والتي يقصد بها ما ذكره (يحيى ، 2004، ص 16) بأنها " مجموعة محددة مسبقاً من الوصفات سواء كانت رموز أو تيجان أو طريقة لتعيين وتحديد تلك الواصفات والتي تستخدم في إدماج وتضمين أية معلومات خارجية داخل وثيقة نصية الكترونية وعادة ما تشير إلى تحديد شكل تلك المعلومات أو لتيسير إجراءات التحليل التي تتم عليها".
     وقد أورد (شاهين ، 2002 ،ص 87 ) بأن لغة XML ترتبط بهيكل أو تركيبة المعلومات الواردة في متن الوثيقة ، إلى جانب اعتمادها على مؤشرات تعمل على تمييز المعاني المختلفة للمحتوى الواحد إذا تكرر في أكثر من موضع في هيكل الوثيقة. كما أن لغة XML لا تعترف بالتحديد المسبق للتيجان والروابط البنائية ، بينما تترك للمصمم  حرية التحديد والبناء ورسم الروابط والعلاقات المكونة لهيكل الوثيقة الإلكترونية.

أهداف لغة XML:
   عندما قامت مؤسسة رابطة الشبكة العنكبوتية W3C وهي عبارة عن مؤسسة مكونة من أكثر من 180 عضواُ من منظمات وهيئات تجارية وأكاديمية من مختلف أنحاء العالم بإطلاق XML في عام 1996م ، فقد روعي عند تصميم هذه اللغة أن يتم تحقيق مجموعة من الأهداف هي (يحيى ، 2004، ص 18)  :
1-   تقنين نشر المصادر الإلكترونية بشكل مستقل بأسلوب موحد.
2-   سهولة تبادل البيانات خاصة المرتبطة بالتجارة الإلكترونية.
3-   تسليم المعلومات إلى البرامج المحلية المستخدمة من قبل المستفيدين بشكل يسهل من معالجتها آلياً.
4-   سهولة معالجة المعلومات والبيانات وتبادلها عبر مختلف التطبيقات والأنظمة بتكلفة أقل.
5-   سهولة نشر ودعم صياغة توصيفات البيانات Metadata لكل وثيقة مما يسهل استرجاعها واكتشافها ومن ثم إيجاد حلقة اتصال بين منتج أو صانع المعلومات والمستفيد النهائي.  

2.   1 . 2 -    الويب الدلالي Semantic Web
   يعد الويب الدلالي من أهم التطبيقات التي ظهرت بسبب الانفجار المعرفي والتطور التقني في بيئة إدارة المعرفة  حيث سنستعرض وبشكل سريع أهم ما يقدمه من مميزات في تسهيل الوصول إلى المعرفة وما  قدرته على الاسترجاع الفعال .
الويب الدلالي هو رؤية مخترع شبكة الويب WWW السيد Tim Berner-Lee ويهدف من ورائها إلى جعل الويب الدلالي وسيط عالمي لتبادل المعلومات والبيانات والمعارف البشرية .
فقد عرفه قاموس ومعجم W3C في (الأكلبي ، 2012) بأنه "شبكة بيانات بالمعني ، أي أنه يمكن للبرامج الحاسوبية الخاصة أن تعرف ماذا تعني هذه البيانات"
وقد ظهرت فكرة الويب الدلالي باعتبارها امتداداً للويب الحالية ولكن تختلف عنها بأنها تتفهم مدلولات الألفاظ والمعاني البشرية .
تقنية الويب الدلالي :
تتألف تقنية الويب الدلالي من نماذج بيانات ) Data Model) تستخدم عدد من التقنيات لتمثيلها منها :
§        لغة تنسيق تبادل البيانات : مثل لغة إطار وصف المصدر Resource Description Framework (RDF) فضلاً عن  العديد من تنسيقات البينات مثل : RDF/XML وN3 و  Turtle و N-Triples     .
§        مخططات العلاقات (RDF Schema) ولغة وجودية الويب Web Ontology Language أو OWLالتي تسهل عملية توصيف المفاهيم والمصطلحات والعلاقات ضمن مجال معين.
§        محرك الاستدلال : والذي يحتوي على قواعد استدلالية  تستخدم اللغتان التي سبق ذكرهما ولغات مبنية عليها لإعطاء نتائج منطقية تماماً  كما يفكر البشر. (الأكلبي ، 2012).
وتكمن أهمية الويب الدلالي في تقديم معايير مفتوحة يمكن استخدامها في تكشيف محتويات مصادر المعلومات عن طريق مجموعة من الأدوات التي تساعد في تحقيق ذلك
2-                        أدوات التحليل الموضوعي :
يوجد هناك نوعان من أدوات التحليل الموضوع فالنوع الأول الذي يعتمد على اللغات المضبوطة والنوع الثاني يعتمد على اللغة الطبيعية أو الحرة ، وسنتعرض أهمها فيما يأتي :
3-1-  : استخدام اللغات المقيدة أو المضبوطة :
3-1-1 : خطط التصنيف Classification :
 وتهتم بجمع المواد والمصادر المتشابهة مع بعضها البعض في مكان واحد ، وتهتم بوضع خطة منطقية لترتيب فروع المعرفة البشرية وجزيئاتها ، ويتداعى هذا الترتيب من العام إلى الخاص ثم إلى الجزيئات الأكثر دقة والاكثر خصوصية إلى أن نجد أنفسنا أمام خريطة للمعرفة البشرية بشكل متماسك مع محافظة مع محافظة على الروابط الطبيعية بين الموضوعات.
ويوجد العديد من خطط التصنيف المستخدمة في المكتبات ومراكز المعلومات ومن أشهرها خطة تصنيف ديوي ، وتصنيف مكتبة الكونجرس .
3-1-2 : قائمة رؤوس الموضوعات :
وتعد الركيزة الثانية في التحليل الموضوعي والبحث الموضوعي والاسترجاع الموضوعي  التي تهتم بوصف موضوع مصادر المعلومات والتعبير عنها بألفاظ أو مصطلحات مقننة .
3-1-3: التكشيف والاستخلاص Indexing & Abstract :
تهتم عملية التكشيف بإعداد الكشافات ، أو إعداد مداخل الكشاف التي تؤدي للوصل إلى المعلومات في مصادرها ، أو بمعنى آخر هي عملية التحليل من أجل إعداد المداخل الموضوعية التي تصف محتوى مصادر المعلومات وتستخدم كمفاتيح لاسترجاعها . وتتضمن عملية التكشيف المراحل التالية :
          ـ فحص مصادر المعلومات واختيارها
          ـ تحليل المحتوى وفق معايير محددة سلفاً
          ـ تحيد مؤشرات المحتوى
          ـ إضافة مؤشرات المكان
ـ  تجميع المداخل وترتيبها وفق طريقة محددة
و الكشاف هو إحدى أدوات استرجاع المعلومات والتي ترتب وفق ترتيب محدد يضمن كفاءة الاسترجاع ودقته ، ويمكّن المستفيد من الوصول إلى المعلومات المطلوبة عبر مصادرها المختلفة في أسرع وقت وبأيسر طريق ممكنة .
ويوجد العديد من أنواع الكشافات منها على سبيل المثال : كشاف العناوين ، كشاف المؤلفين ، كشاف الاستشهادات المرجعية ..الخ.
   أما الاستخلاص فهو عملية التحليل من أجل تقديم ما تشتمل عليه مصادر المعلومات من معلومات مناسبة وبأقل عدد من الكلمات ، فإنه يعد في كثير من الأحيان بديلاً عن المصادر الأصلية إلا أن المستخلص لا يكون مساوياً في الحجم لمصدر المعلومات الأصلي.(قاسم ، 2007)

3-1-3 :المكانز Thesauri :
   تعد المكانز أحد أهم أدوات استرجاع المعلومات التي ظهرت نتيجة الانفجار المعلومات وتطور وتعدد وسائل نشرها بالإضافة إلى تعقيد اهتمامات المستفيدين وتشعبها وتعدد لغاتها. 
و تعرف المكانز من الناحية الوظيفية على أنها أداة لضبط المصطلحات الطبيعية وتحويلها إلى لغة نظام ، و من حيث البناء فهي مفردات مقيدة وديناميكية لمصطلحات متصلة مع بعضها العض دلالياً وتجانسياً لتغطي أحد حقول المعرفة. (عبدالهادي ،1978 )
كما عرفه المعهد القومي الأمريكي للمواصفات (1974): "بأنه تجميع للكلمات والجمل يظهر علاقات الترادف ، والعلاقات الهرمية ، وغيرها من العلاقات والتوابع ووظيفته الإمداد بلغة مقننة لاختزان المعلومات واسترجاعها".
ويتميز المكنز  بأنه يحتوي على تبيان واضح لعلاقات المفهوم سواء مصطلح أعم أو أضيق أو مترابط  
وظائف المكنز :
1-   يسمح للمكشف بوصف المعلومات أن يصف المادة الموضوعية أو المعلومات التي تحتويها الوثائق بطريقة ثابتة وموحدة من وجهات نظر فنية متعددة.
2-    يعمل على إيجاد توافق بين المصطلحات التي يستخدمها الباحث والمصطلحات التي يستخدمها أخصائي المعلومات
3-   يعمل على إمداد الباحث بالوسائل التي تمكنه من أن يعدل من استراتيجية البحث من أجل تحقيق درجة استدعاء عالية ومحكمة وذلك حسب الظروف المتنوعة.
4-   يساعد على فهم بناء المجال حيث أن المكنز يعمل على تقديم خريطة لمجال معين من مجالات المعرفة تبين كيفية اتصال المفاهيم بعضها ببعض.
5-   يعمل على تسهيل عملية البحث العريض إذ أنه يقوم بتحضير المصطلحات المتصلة مع بعضها البعض.
6-   توفير وقت الباحث وجهده في التفكير أثناء عملية البحث عن المصطلحات المتصلة. (الحماد،2009)
                         



3-1-4 : الانطولوجيا Ontology :
     مصطلح انطولوجيا له تاريخ طويل في مجال الفلسفة، ويتضمن دراسة الموجودات أو ما نفترض أنه موجود من أجل الوصول المقنع أو القاطع إلى الحقيقة ، ويتمثل الاستخدام الأوسع للمصطلح في التمثيل أو التوصيف الرسمي لما هو بدهي أو حقيقة واقعية للإنسان ، كما أن الانطولوجيا يمكن أن تكون ببساطة أشبه بمكنز مع تعريفات لمصطلحاته أو أنها بمثابة تصنيف هرمي معقد جداً للمفاهيم والفئات أو بمثابة حل تقني للمشكلات ذات الطابع الدلالي Semantic-based problems لتقاسم المعلومات كما أن الانطولوجيا تعمل على تعريف طبيعة الحقيقة من خلال تعريف أو تحديد المفاهيم ، والكيانات ، والمصطلحات والفئات في مجال معين من أجل نمذجة العلاقات بينها ، وقد أنشئت الانطولوجيا بهدف الحد من الغموض المفاهيمي والدلالي وجعله في أدنى حدوده في سياق بيئة المعلومات والبيئة التقنية.(تايلور ، 2012).
       وفي مجتمع علم المعلومات استخدمت الانطولوجيا للدلالة على كتل البناء blocks building  التي تستخدم لمساعدة الحاسبات والبشر في المشاركة في المعرفة.(عبدالهادي، 2009)
تعد دراسة Gruber من أولى الدراسات التي أرست هذا المصطلح والتي نشرت عام 1992م وقد عرفه على أنه نمذجة تسعى إلى التمثيل المفاهيمي للمجالات والقطاعات المعرفية ، وما تمثله من معرفة فرعية وما بداخلها من كيانات وعلاقات تربط بن هذه الكيانات . (النشرتي ، 2012 )
كما عرفها قاموس Harrods  للمكتبات على أنها "المجال الذي يعمل توفير مجموعة مشتركة من المصطلحات والمفاهيم وتحديد العلاقات بينهما بدقة شديدة من أجل توصيف مجال موضوعي أو معرفي محدد بطريقة تمكن نظم الحاسبات من الاتصال والتواصل مع بعضها البعض بحيث تكون بمنأى عن نظم التشغيل الفردية ومعماريات المعلومات ونطاقات البرامج"
     وتعد الانطولوجيا بمثابة حلقة الوصل بين فهم الآليات وفهم البشر حيث تستطيع الآلة أن تفسر وتعالج البيانات في إطار من المنطقية والاستدلال من خلال ما ينتج عن توصيف العلاقات والمفاهيم والمصطلحات.

مكونات الانطولوجيا :
1-   كيانات Entity : والتي تعرف في مجال بالمفردات Individuals وتعد المكون الاساسي في بيئة الانطولوجيا وتمثل المستوى الأول داخل الانطولوجيا وتشير كلمة المفردات إلى مختلف الكيانات المادية والمجردة.
2-   الأفكار  Ideas : أو ما يسمى الفئات Classes وتعد المكون الثاني في بيئة الانطولوجيا وتشير إلى التصنيف الاساسي في مجال ما حيث تشمل على مجموعة من المفردات Individuals أو الكيانات Object والتي تجمع صفات مشتركة جعلتهم ينتمون إلى هذه الفئة التي تم تسكينهم فيها ، ولا يقتصر اشتمال الفئات على المفردات فحسب بل تمتد لتشمل فئات فرعية Subclasses       لتكون بذلك فئة رئيسية تشمل على فئات فرعية في تسلسل هرمي وبالتالي فإن أعضاء الفئة الفرعية ينتمون بحكم المنطق إلى الفئة الرئيسية.
3-   الخصائص Properties : والتي تعرف أيضاً بالسمات Attribute توصف كل من الفئات Classes والمفردات  Individuals في الانطولوجيا وفق الخصائص المميزة لها عن غيرها والمحددة لذاتها ، ولا يقتصر أمر السمات على توصيف المفردات والفئات بل يمتد ليقوم بتوصيف العلاقات التي تربط هذه الكيانات كلها مع بعضها البعض ، حيث يقوم بتحديد طبيعة ونوع العلاقة التي تربط مفردة بمفردة وفئة بفئة ومفردة بفئة .
4-   العلاقات  Relationship: تعد العلاقات أحد أهم السمات التي تميز الانطولوجيا حيث تتسم العلاقات في بيئة الانطولوجيا بأنها تتمتع بالتوصيف والمسميات والدلالات الأمر الذي يكفل لأنظمة الحاسب الآلي تحقيق التكامل المعرفي بين الكيانات المختلفة.

وظائف الانطولوجيا في إطار التنقيب على الويب : (النشرتي ، 2012)
1-   تصنيف صفحات الويب Web Page Classification  : حيث تقوم على تصنيف صفحات الويب تحت مجموعة من الفئات المحددة سابقاً  والمسبق تعريفها والتي قد تتخذ صورة تدرج هرمي لمجال محدد.
2-   عنقدة صفحات الويب Web Clustering : حيث تنطوي هذه الركيزة على تجميع صفحات الويب مع بعضها البعض وفقاً لأوجه التشابه فيما بينها ، على أن تشمل كل مجموعة مكونة على صفحات ويب متماثلة معاً .
3-   استخراج محتوى الويب Web Extraction  : وتعمل على استخراج مؤشرات الصفحات من محددات النص الفائق  HTML Elements والبيانات التي يتم من خلالها توصيف الكيانات كاسم الشخص ، أو المكان ، أو رقم التسجيلة.

4-                     اللغة الطبيعية :
من أهم أهداف التحليل الموضوعي هو القدرة على إنشاء نظم استرجاع معلومات يمكنها القيام بالوظائف التالية :
-        تفسير احتياجات المعلومات للمستفيدين كما عبر عنها في النص الحر.
-        تمثيل المدى الكامل للمعنى الذي تنقله الوثائق.
-        إدراك متى يكون هناك مضاهاة بين حاجة المعلومات إلى المستفيد وكل (وليس أكثر من )الوثائق التي يمكن أن تلبيها.(عبدالهادي، 2009)
و كما ذكرنا من قبل أن عملية التحليل الموضوعي تأثرت كثيراً بالتطورات التقنية في مجال أنظمة الخزن واسترجاع المعلومات فضلاً عن إفساح المجال للمستخدمين بالمشاركة في عملية تحديد الكلمات الدالة على مصدر المعلومة في بيئة الويب 2.0   Web2.0  .
    وقد ظهرت توجهات لاستخدام اللغة الطبيعية " التقنين Uncontrolled" حيث تشمل هذه الفئة الممارسات الطويلة لتجهيز اللغة الطبيعية ، والبحث باستخدام الكلمات المفتاحية ، هذا بالإضافة إلى التطور التي نشهده في الآونة الأخيرة والذي يعرف بالوسم أو التتويج Tagging
    والذي يعرف كذلك بوسم المستفيدين User Tagging أو الوسم الاجتماعي Social Tagging ، أو التكشيف الاجتماعي Social Indexing.
   وسوف نتحدث على هذا المصطلح بشكل مفصل بالإضافة إلى مصطلح التصنيف الحر أو الفلوكسونمي Folksonomy  نظرا لتأثرهما الشديد بالتطورات الحاصلة في بيئة الويب .
4-1 : الواسمات و التوسيم  (Tags-Tagging )
التعريف اللغوي :
Tag : تاج علامة ، رقعة
1-   في استرجاع المعلومات : وحدة معلومات تستعمل كمرجع أو دليل ، وتتكون وحدة المعلومات من حروف أو أرقام ثنائية حيث تحدد أو تصف تعليمة من تعليمات الحاسب أو وحدة بيانات data item أو عنصر بيانات data element أو حقل field في التسجيلة.
2-   دليل يعطي إشارة للحاسب بما سيأتي بعد ذلك .
Tagging : تتويج ، توسيم ، وضع علامة
في الفهرسة واسترجاع المعلومات تعني :
1-   في حالة تكويد الحقل المتغير fitted field coding استخدام رموز لتحديد أي جزء من المداخل يكون هو الجزء التالي.
2-   الحاق حروف أو أرقام بالقيد record أو بحقل فيه كوسيلة للتعرف عليه. (الشامي ، حسب الله ، 2001 ،ص2145)
التعريف الاصطلاحي :
    عرفه (عبدالهادي ، 2009، ص 687) بأنه وصف موضوعي يقوم المستخدمين فيه بوضع الكلمات المفتاحية لأنواع متعددة من مصادر المعلومات المعتمدة على الويب ، لأغراض التنظيم والاسترجاع التشاركي للمعلومات.
ويقع هذا النشاط ضمن نظام مثل :الفهرس أو على موقع ويب يدعم التكنولوجيات التفاعلية للويب2.0 .
ويتيح التوسيم للمستفيدين الأفراد تجميع المصادر المتشابهة معاً باستخدام مصطلحاتهم الخاصة مع قيود  قليلة أو دون قيود.
    ويشير (عبدالهادي ،2009،ص687) أن الواسمات أو التيجان tags المعدة للمصدر يمكن أن تعتمد على :
1-   الموضوع (مثل ، الطب ، التصنيف)
2-   الشكل (مثل ، الصور ،المدونات)
3-   الغرض (مثل ، التسليم ، السفر)
4-   الوقت (مثل ، إبريل ، غداً ، المستقبل)
5-   الأفعال أو الوضع (مثل ، يقرأ ، يعمل ، ملكي)
6-   ردود الأفعال المؤثرة أو النقدية (بارد ، مؤلف أدبي)
وتعرض هذه الواسمات في شكل قائمة هجائية أو مثل حشد من التيجان.
  
  


Cloud tag :
      وهي عبارة عن تمثيلات مرئية لكل التيجان المحددة أو بعضها ، وفي بعض النظم تعرض حشود التيجان ، وهي التيجان المستخدمة في الموقع كله ، وفي بعضها الآخر تمثل التيجان الخاصة بشخص واحد فقط أو جماعة واحدة فقط.
       وحشد التيجان Cloud tag قد يشبه فقرة تتكون أو تتألف من كلمات فردية تعرض في حروف طباعة متنوعة الحجم ، وحجم الخط يمثل الشيوع النسبي ، للتاج ، فكلما كان حجم الحروف للتاج كبيراً فذلك معناه كثرة استخدام هذا التاج في النظام .
      والتيجان الفردية في الحشد قد ترتب هجائياً أو ترتب حسب شيوع التيجان ، وفي بعض النظم فإن التيجان يمكن أن تتعقد أو تتجمع clustered في حشود صغيرة متعددة ، وفي أنظمة أخرى قد تعرض التيجان بوصفها خريطة مفاهيم تخرج مثل النظام الشمسي بمفهوم مفتاحي واحد موجود في المركز وأي عدد من الأقمار الصناعية تحيط به .(عبدالهادي ،2009 ،ص687)


تطبيقات التوسيم :
أصبحت كثير من المواقع تعتمد على أسلوب التوسيم وفي مختلف أنواع المواقع ، فطالما أن المصدر له عنوانه الموحد المحدد URL فإنه يمكن توسيمه.
والتيجان تستخدم لعنونة :
-        مؤشرات الكتب على الويب ( مثل Delicious)
-        الصور والفيديوهات (YouTube – Flicker )
-        الاستشهادات أو المقالات العلمية (Cite Ulike)
-        المنتجات للبيع (مثل Amazon.com)
-        ملصقات فردية في مدونة (Technorati )
-        المصادر الفردية في فهارس الخط المباشر وغيرها من أدوات الاسترجاع )مثل Library Queens Catalog )

    
       ويتم وضع هذه المصطلحات من دون التقيد بأي لغة مقيدة أي بناءً على الاهتمامات الشخصية والاجتماعية للمستخدم ، ويتم تعيين الواسمات الاجتماعية إما مباشرة من قبل المستخدمين دون تدخل من برنامج الحفظ الاجتماعي المستخدم مثل (YouTube. Flicker . Delicious) أو يقوم البرنامج باقتراح واسمات مناسبة للمادة الالكترونية المراد وسمها ، أو يقوم بإضافة واسمة بشكل آلي دون تدخل من المستفيد ، كبرنامج Delicious.
    وقد أكد (عبدالهادي ، 2009 ،ص689) أن فكرة التوسيم تنطبق على مصادر معلومات متعددة يقوم بها مجموعة من المستخدمين لفهم طبيعة المصدر أو إدراكها ، وتتيح لنا تسهيل عملية تنظيم المعلومات المتاحة على الويب .
      وقد ساعدت الميتاداتا الموضوعية التي تتم بواسطة المستخدمين  من دون التقيد بأي من لغات الوصف المقيدة في وضع التيجان أو الواسمات حسب رغبتهم وحسب المصطلحات التي يستخدمونها في عملية فهرسة مصادر الانترنت وأصبحت بديلاً عن الفهرسة الوصفية التقليدية.
     وتستخدم الواسمات لوصف أي نوع من مصادر المعلومات الالكترونية ، مثل : صفحات الويب ، ملفات الصوتيات والمرئيات ، والصور ، وغيرها من مصادر المعلومات على الانترنت .
مميزات التوسيم :
     تتميز الواسمات بإتاحتها الفرصة للمستفيد للاطلاع على الواسمات التي وضعها المستفيدون الآخرون.  كما تتميز بأن  أي شخص يستطيع القيام بعملية التوسيم دون الحاجة إلى التدريب على التصنيف أو التكشيف ، و يمكنه إدراج أي مصطلحات جديدة وتغييرها أو تحديثها بكل سهولة. كما أنها تعد قيمة مضافة إلى أدوات استرجاع المعلومات على شبكة الانترنت.
عيوب التوسيم :
      من المشكلات التي تنتج عن عملية التوسيم أنه لا يوجد ضبط للمترادفات أو المتجانسات ، ولا يوجد كذلك ضبط لصيغ بالكلمات (المفرد أو الجمع) أو أشكالها . كما أنه لا تجد علاقة هرمية أو ترابطية ، وليس هناك دقة في الاسترجاع إضافة إلى الغموض ، وهو ما يمكننا القول أن التيجان أو الواسمات تفتقد إلى كل مميزات اللغات المضبوطة ، و كونها معدة بواسطة بعض المستخدمين قد تكون فردية أو شخصية مما يجعلها تفقد قيمة حقيقية لأي فرد آخر أو قد تكون مضللة. ومن عيوبها أنها لا وجود للرقابة عليها من قبل المسؤولين عن المواقع على الواصفات التي يتم وضعها من قبل المستخدمين فإن ذلك قد يؤدي إلى وجود بعض الألفاظ الخارجة (عبدالهادي ، 2009  ـ ص689).

4-2    : التصنيف الحر أو الفلوكسونمي Folksonomy :
     ظهر مؤخرا مصطلح التصنيف الحر أو الفلوكسونمي Folksonomy  أو التنظيم الاجتماعي للمعلومات ، وهي تتكون من شقين حيث تعني Folks البشر أو الناس ويقصد بــــ Taxonomy علم التصنيف ، والذي تعتمد فكرته على وضع رموز أو كلمات دالة خاصة بالمحتوى الذي تم رفعه على موقع الانترنت من خلال واضع المحتوى.
     والتصنيف الحر عبارة عن التحرر الكامل من النظم التقليدية والبعد عن كل ما هو مقنن أو مقيد من أجل التعبير عن ما يمكن رفعه عبر الويب من محتوى. ويتم صياغته من  جانب المستخدمين أنفسهم دون الاعتماد قوائم رؤوس الموضوعات أو نظم التصنيف المعروفة وغيرها من الأدوات المقننة المعيارية (فوزي ، 2010، ص 269).
     أما (حسين ، 2008 ،34) فقد عرفه بأنه نظام يتم فيه استخدام واصفات غير معيارية من الأفراد المستخدمين لشبكة الانترنت أو (موقع ما) يتم وضعها لتصف مصدر ما من مصادر المعلومات الموجودة على شبكة الانترنت ويتم وضع هذه الواصفات بدون قيد من أي نوع بناءً على الاهتمامات الشخصية والاجتماعية للمستخدم على أن تكون في النهاية بنية نظام تصنيف يمكن العمل على تنظيم واسترجاع مصادر المعلومات من على شبكة الانترنت (نفس الموقع). 
     ويعد الفلوكسونمي  في وقتنا الحاضر واحداً من أبرز الاتجاهات الهامة للإنترنت ، حيث يعتبر فرع خصب للنمو وجزء أساسي من تطبيقات الويب 2.0 ، ويوصف بأنه قدرة مستخدمي الانترنت على الإضافة ، والتغيير ، والتحديث جزئياً في محتويات الشبكة العنكبوتية العالمية .
    وينشأ الفلوكسونمي من خلال إضافة (Tag ) أو بطاقات من قبل المستخدمين داخل صفحات الويب. تعتبر هذه التيجان بمثابة كلمات مفتاحية تصف العنصر داخل موقع الويب ، فعملية اختيار الكلمات الدالة أو الوصفية أو البطاقات تكون من قبل المستخدمين .(Daine neal.2008)
عناصر الفلوكسونمي :
يظهر من التعريفات السابقة أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية تتم بها الفلوكسونمي :
1-   المستخدمين
2-   المصادر التي يتم وصفها
3-   الواصفات
مميزات التصنيف الحر :
أورد (حسن ، 2008، ص36) مجموعة من مميزات الفلوكسونمي  منها :
1-   يعكس فعلياً المصطلحات التي يتم استخدامها من قبل الأفراد المستخدمين لمصادر المعلومات .
2-   يعتبر بداية لتصميم نظام (مكنز) ، حيث يعتبر نواة لبداية العمل على التنقيح والاستبعاد.
3-   حداثة المصطلحات التي يستخدمها الأفراد ، قد تسبق ما يقوم به المهنيين عند وضع المصطلحات لمصادر المعلومات.
4-   سهولة وضع الواصفات أو المصطلحات دون الحاجة إلى التدريب على التصنيف أو التكشيف.
 عيوب التصنيف الحر:
    ذكرت (فوزي، 2010، ص271-272) في دراستها عن التصنيف الحر بأن هناك مجموعة من الانتقادات التي تؤخذ على التصنيف الحر منها :
1-   نقص الدقة : نقص الضبط والإحكام في التصنيف الحر يسمح لمستخدمي الموقع بوضع الكلمات التي تعبر عن المحتوى الموضوعي لوثيقة ما بناءً على ذلك يمكن أن نجد أشكالاً مختلفة للكلمة الواحدة صيغة المفرد ، والجمع للأسماء ، الاختصارات . وذلك لاختلاف ثقافات ودل المستخدمين.
2-   التصنيف الحر لا يشتمل على دليل للاستخدام أو ملاحظات توضيحية.
3-   استخدام مصطلحات غاية في العمومية أو غاية في التخصيص لأن الوثيق الواحدة قد يضع كلماتها الدالة متخصص أو غير متخصص .
    وقد اتجهت الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت إلى استخدام هذا النوع من التصنيف منها مواقع تجارية ، ومواقع علمية . ومواقع شخصية (المدونات) ومن أشهر هذه المواقع :  موقع Fliker وموقع Delicious.
وكذلك الموقع العربي الوافر.


أنواع الفلوكسونمي:
الفلوكسونمي العريض Broad Folksonomy: أن يقوم بعملية توسيم الوثيقة مجموعة مختلفة من المستخدمين ، كما يصفون محتوى تلك الوثيقة من وجهة نظرهم باستخدام الواسمات المتفقة أو المختلفة تماماً (عبدالهادي ،2009،ص 689).
    فهو  أداة لكشف اتجاهات مجموعة من المستخدمين أثناء وضعهم عنصراً أو وثيقة واحدة ، ويمكن بعد ذلك استخدام تلك القائمة التي وضعت لاختيار أفضل المصطلحات للتعبير عن ذلك المحتوى (فوزي ، 2010،ص272)



الفلوكسونمي الضيق Narrow Folksonomy: أن الواسمات للشيء الموثق تسجل مرة واحدة فقط بصفة عامة ، ومن ثم فإن الواسمات الجديدة فقط هي التي تطبق ، وليس هناك احتمال عدد ترددات الواسم.
ويلاحظ أنه إذا كان هناك مستفيدون كثيرون وسموا مصادر كافية فإن البيانات يمكن تجميعها لتحقيق الثبات والموثوقية والإجماع أو الاتفاق في الرأي .  

الخاتمة :

    كان هذا عرضاً سريعا حول مفهوم التحليل الموضوعي والذي يعد أحد الموضوعات الرئيسية التي نعتمد عليها في تنظيم المعرفة وإدارتها حيث تعرفنا في هذا المقال عن مفهوم التحليل الموضوعي وأهدافه وانواعها وتطبيقاته في البيئة الرقمية والذي أجزم انه لن يتوقف عند هذا الحد ولكن مازال هناك عمل على تطوير وتسهيل الوصول إلى المعرفة  في ظل من ما نشهده من الكم الهائل من المعرفة المنتجة و اختلاف أشكالها ووسائل نقلها وحفظها ، حيث لاحظنا التغييرات الكبيرة التي أحدثتها التقنيات الحديثة في نظم وحفظ المعلومات وانتقال الادوار من أخصائي المعلومات إلى إتاحة المجال للمستفيدين للمشاركة الفاعلة في عملية التحليل الموضوعي .



قائمة المراجع :
-        أحمد ، أحمد يوسف (2010)الميتاداتا : النشأة والتطور .-مجلة المعلوماتية.- ع32.
-        الأكلبي ، علي (2012) تطبيقات الويب الدلالي في بيئة المعرفة .- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج18، ع 2 ص 249-260.
-        تيلور ، أرلين ، جوردي ، دانيل (201) تنظيم المعلومات ، ترجمة هاشم فرحات .- الرياض : جامعة المك سعود ، النشر العلمي مج2.
-        حسين ، حسن (2008) الفلوكسونومي .-مكتبات نت ،مج 9 ، ع4.
-        الحماد ، عبدالله سليمان ( 2009) رسالة المكتبة ، المجلد 44، العدد 3.
-        الشامي ، أحمد ، حسب الله ، سيد (2001) الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات .-المكتبة الأكاديمية
-        شاهين ، شريف كامل(2004)الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي .-مجلة المكتبات والمعلومات العربية ، س24 ، ع2، ص 5-41.
-        صالح ، عماد عيسى (2006) المكتبات الرقمية : الأسس النظرية والتطبيقات العملية .-القاهرة :الدار المصرية اللبنانية.
-        عبدالهادي ، محمد فتحي (1978) المكانز كأدوات للتكشيف واسترجاع المعلومات الحاجة إليها ، تعريفها ووظائفها ، أنواعها .- المجلة العربية للمعلومات – تونس.
-        عبدالهادي ، محمد فتحي (2009)الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي للمعلومات وموقف قطاع المعلومات منها.-المؤتمر العشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (أعلم).- الدار البيضاء ، ص682-697.
-        فوزي ، رباح (2010)الفلوكسونومي أو التصنيف الحر .-بحوث في علم المكتبات والمعلومات .-ع4.ص259-290.
-        قاسم ، حشمت (2007) مدخل لدراسة المكتبات وعلم المعلومات .-القاهرة : دار غريب.
-        صالح ، عماد عيسى (2006) المكتبات الرقمية : الأسس النظرية والتطبيقات العملية .-القاهرة :الدار المصرية اللبنانية.
-        مرغلاني، محمد أمين ،فلمبان ، سوزان مصطفى (2008)الميتاداتا في المواقع الإلكترونية للمكتبات الجامعية السعودية.-مجلة دراسات المعلومات ،ع2.
-        يحيى ، محمد (2004) فهرسة مصادر الإنترنت واستخدام معايير الميتاداتا وبلن كور : تطبيقات لغة XML .-مكتبات نت .- مج 5 ، ع12.

-        American National Standard Guidelines for thesaurus Structure  , Construction and use 1974 .p.9 .
-        Daine neal.(2008 (Introduction Folksonomies and Image Tagging: Seeing the Future? Available at : https://www.asis.org/Bulletin/Oct-07/Bulletin_OctNov07.pdf
-        Smith Gen(2008) Tagging: People-Powered Metadata for the Social Web-. Berkly.
-        Taylor, Arlene G. (2004). Subject analysis. In: The organization of information. 2nd ed. London: Libraries Unlimited.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق